النص الكامل لديوان : المدينة التي في البحر

المدينة التي في البحر













بهاء عواد


                                 الإهداء
_______




الى استاذة الأجيال امي الشاعرة و المبدعة  الدكتورة ثريا العسيلي
و
الى روح  ابي الشاعر العملاق عبدالمنعم عواد يوسف
فرحاً  بالشعر .



                                                          قبل ان نبدأ
_________

فانية لا ينفع يا ابن آدم تفانيك
فيها و تفنى و حتى يا هرم فاني
ما اسمك يا انسان انسان الا لتناسيك
ناسيكي يا مصر و الا انتي اللي ناسياني
و فيض يا نيل لو تفيض و انا ازيد و اعبيك
يختل ميزانك و لم تختل اوزاني
عالشعرا أول و من صغري ليوم الاقيك
يا رب ياللي رميت الكلمة في لساني


 المدينة التي في البحر
_______________

نصب لنفسه الموت عرش و قصور
و اختار من المدن المدينة الغريبة
بين المدن مرمية في الوحدة
في جزيرة ابعد م المدن و البحور

* * *

في جزيرة الموت استقر الجمال
و القبح و الأقبح و زيف الحق
نهاية واحدة للأمل و اليأس
كله في جزيرة الموت حط الرحال

* * *

ابراج هناك و قصور من دمنا
ابرج بتبلع حتى نبض الزمن
حيطان مفيش بينا و بينها شبه
لا فيها شئ منا و لا يخصنا

* * *

بين السحاب و الريح هناك مستقرة
ماء الحياة عالية في ابعد سما
ساكنة المكان من غير زمن و لا ناس
ماء الحياة في المنفى راكدة و مرة

* * *

من السما لأرض المدينة الغريبة
ما نزلش في دروبها مطر او عزا
لا صوت كسر صمت الليالي الطويل
و لا ضوء اتاها من البحور القريبة

* * *

لكني باسمع زي ما يكون هدير !
او موجة او حركة هناك في القلب
او زلزلة بتهز في الأبراج
و الا ح يبقى الصمت هو المصير ؟

* * *

حالا ح يهدا الموج و يهدا النسيم
تتنفس الساعات هدوء و سكون
قاع المدينة بيستقر بصمت
من ألف عرش و قصر بان الجحيم




                                            رباعيات الأرض السعيدة
_________________

للحلم او للرغبة مالقيتش وقت
الحلم كان عندي زمان بس فقت
الرغبة نار و رمتني للإكتئاب
لو كنت أقدر عالخيال كنت رقت

* * *

الشهوة و الا الحب مين أقدس ؟
سألت شيخي زمان عن الأنفس
قالي إرمي روحك بين ملايكة سما
و الجسم في نهر العصاة إغمس

***

الشعر فين يوصل لسر الحياة
فين مبدأه في الروح وفين منتهاه
تايه مابين العارو بين الفخر
الشعر راح و العمر يا ولداه

***

لا الموت يخوفني ولا نار سعير
العمر ضاع و الزهر ضاع و العبير
اهلا جحيم .. مرحب عذاب القبر
من بعد جرح القلب ايه راح يصير ؟

***

دم الكلام جاري ف عروق الزمن
زمني قضيت بين ابتسام او شجن
سباقات جريت و خرجت فايز اكيد
و سبقني في الآخر توالي المحن

***

عقل العباقرة له عادات و طقوس
كبت الغضب هوّ افتخار النفوس
خد الزمن مالناس كبت الغضب
حلم الزمن ده حلم و الا كابوس ؟

***

الموت ده موقف سهل و مهولينه
انسان مع لسان ينقذه او يدينه
ملاك و مستني هناك و السؤال
يا هل ترى ح يعزه و الا يهينه ؟

***

لمسة جحيم حلمت بيها و فقت
خبير .. مجرب .. ما في طعم إلا دقت
نويت اصلي و الكسل هدني
لو توبة تنقذ مالجحيم كنت تبت

***

كان امتى آخر مرة فيها بكيت ؟
فارقت حزنك و الّا دمعك نسيت ؟
سعيدة ارضك و انت فيها سعيد
راجع لجوفها مهما رحت  و جيت




شاعر أوجسبرج
_____________

كام مرة ح تركب تاني القطار اللي راجع على اوجسبرج ؟ و امتى ح تحس و انت بتركب انك فعلا مروّح ؟
بتتراكم السنين في نفس المكان .. نفس التراكم القديم . و مع تراكمها بيبهت في العقل المعنى الجديد للوطن !
" قلت اربيها وزة .. ولم تكبر اقطفها ، لكن الوزة قلبت طير جارح " .. " الفاتحة على روح اللي يخون العيش و الملح " .. " لولا صوتك ماكنتش شفتك " .... كلمات سمعتها في الشارع او في افلام . بتعبر على بالي و الثلج بيهاجم شباك القطار بخشونة .. و المزارع و التلال و الوديان قدامي زي بحر من الملح . و الريح ... أكبر تحدي  هوّ الريح !!
باتعامى عن قسوة الريح ، و اتعامل معاها كمنبع مقبول للرومانسية ، وهي بتضرب المدينة مع وصول القطار بسياط من الثلج .. جو رائع للتمشي للبيت ، و أروع مع قزازة بيرة تدفي الطريق...
يمكن إرهاب الطقس ، و أطرافك المسجونة في الرعشة ، و القصص من الماضي اللي بتتابع على ذهنك و انت ماشي مع البيرة في الطرق اللي عارفها و عارفاك .. يمكن يجدد كل ده طموحك في الوصول ، و الإسترخاء اخيرا في واحة البهجة ..  المسروقة من خزانة العبث ..  و الألم ، و ما لا ينتهي من التعب .
بتنعشني فكرة اني انا الرجل الوحيد الماشي في الطريق ، و بتملاني بإحساس من القوة ، هل من الطبيعي قدرتك على المشي في عاصفة من هذا النوع ؟ يا ترى انت فعلاً اللي ماشي ؟ و اذا ما كانش انت !! يبقى مين ؟؟
في طفولتي كان اصعب انواع الألم عليّ هي آلام الحروق ، إعتدت اني اضغط على الحرق علشان اوصل بالألم الى اقصى حدوده .. تمرين استخدمته بنجاح فيما بعد ، مع الستات .. و مع المدن .
بيضيع وجه المدينة و بتضيع معالمه أكتر و أكتر .. و انا باقلب صفحات الذاكرة و أدور بين ظلالها.. الصفحات المبكرة بالذات كانت دايما بتبعت للقلب رسائل من النشوة ، اما الآن .. ورغم التصاعد البطئ للكحول .. رغم الغلاف من السحر اللي بتغلف بيه العاصفة المدينة .. باأمد ايدي في جيوب القلب أدور على شئ من النشوة !! لا أثر على الأطلاق !!
بالتأكيد كانت تستاهل الحب .. و مع ان الحب بقى بالنسبة لي زي المزارات الأثرية .. قابل للإستدعاء فقط كشكل أو صورة .. لكني بافكر فيها مع شئ من الدهشة .. يا ترى هي فين ؟ يا ترى كانت تستاهل الحب ؟
كل آمالي و أفكاري بتتركز في انتظار هدية ما .. تبعتها العاصفة في اللحظة دي بالذات ، ترجع للقلب طفولته أو مراهقته .. و تزيح ما تبقى من العطش !!
على ذكر العطش بتخلص البيرة ، تماما قدام المحل المواجه لبيت ( موتسارت ) ، فرصة لقليل من الدفء .. و المزيد من البير ة .
سنتين فقط  قضاهم ( موتسارت ) في اوجسبرج ، سنتين بيشكلوا فخر المدينة الأكبر و اعتزازها الأهم و الأبقى .. باتأمل بيته اللي تحول لمتحف و مزار .. و بتخطر على بالي فكرة أو سؤال محرج !! ياترى ح تحتفل المدينة في يوم بسنواتي اللي تراكمت فيها مجانا  ؟؟
يافطة مهيبة يتكتب عليها " هنا كان يسكن شاعر أوجسبرج " !!
أعتقد ان المصريين صنعوا في القِدم حضارة لا شك في عظمتها .. و أعتقد ان توقفهم كان نتيجة لكلمة أطلقها واحد فيهم .. و إنتشرت بينهم بسرعة و فاعلية : " إوعى تحلم بالخلود يا أيها الحالم  ! ".
ايه اللي طال عليّ بالتحديد ؟ الطريق تحت الثلج و الريح و الوحدة ؟ و الّا العمر ؟ و الّا انتظار المحبة ؟ اللي فاضل من الطريق بيظهر قدامي زي غابة وحشية .. خطوات قليلة و تلاقي في سريرك بهجة الإستلقاء .. ح تستقبلك في غرفتك شمس دافية .. و ح تطل عليك في وحدتك عيون من الجنة .. خطوات و توصل .. و ابدا مش ح تكون رحلتك دي تحت العاصفة .. آخر دروس الأمل .


                                     
                       Surviving the winter
_________________________

Every day at the winter is asking a countless questions !! childish some times .. tough another times .. all able to be answer just when the sunshine is finally come !!
Poor spirit the one which belongs to a stranger laughing for no reason but fear .. asking with no answer but tear !!
The city outside is under a heavy snow .. Barack Obama on CNN saying some thing about surviving of mother earth !! I would turn the TV off if I have the choice .. a grave now would be a very cold place !!
Your choices are running out .. and the last shot is ultimately coming .. why looking beyond earth ??
Just survive the winter !!



                                              اللي فاضل من التعاطف
_________________

و القاهرة بتغوص أكتر و أكتر في حفرة من الذاكرة بعيدة العمق .. بيحق ليك إنك تسأل عن اللي فاضل من الحنين ...
بتصارع الروح الوحدة مع دخول الربيع .. بتصفى الرؤية و على مرمى البصر بتشوف بوضوح قمم جبال الألب .. و يحقك ليك انك تسأل عن الأكتر قيمة من المحبة  !!
ايه اللي بيحتويه العالم من غير طموح ؟ أرض .. جو .. بحر .. بهجة .. قليل من الألم ؟؟ ساعدات جديدة بتدخل حياتك ، نتف من الحلم ليلاً .. ظلال الذاكرة .. و الاهم .. الامل الشاحب في لقاء الأحبة !!
أبدأ مع الأمل من أول السطر .. ح تكتمل القصايد القديمة اللي وقفت وقفات مفاجأة ، ومن نقطة غامضة في الذاكرة ح تنتعش الروح ..
و اللي فاضل من التعاطف .



                                     رباعيات الأرض الكئيبة
________________

شتاء بيولد في العقول السؤال
مات الخضار عالغصن و الزهر مال
فكرة بتعبر زي طيف أو خيال
الموت مؤكد و الميلاد احتمال

***

ما رحمتش الخوف لما في المهد زارني
وراني لون وريته أخضر و بنيّ
لفيت معاه الدنيا ما أهتز جفني
ساذج و كان فاكر ح يقدر يهنني

***

كافر بتتنافس عليه أرباب
أديان و ناس لا واحد الا العذاب
نصيحة يا اللي منتظر يوم حساب
إنسى الأثابة لو تخاف العقاب

***

ما لوش شيطان الشعر و ما لوش ملاك
ما لوش سهام الموت و لا له شباك
صرخة حياة الشعر ضد الهلاك
حزين يا شاعر يا اللي شعرك نساك

***

عاجز يا قلبي و الحياة قادره
كام فرحة في القلب و بقت ذكرى
لو كنت ناسي السنين فاكره
من امتى يا قلب ابتديت تكره

***

على بالي جيتي قفلت عيني و نمت
هربت للنوم بس بيكي حلمت
غواني موج الحب ياما و عُمت
كام مرة من قبلك رماني و قمت

***

ايه الجديد في الدنيا غير الشيب
عمرك ح ياخد ايه و ايه راح يجيب
يوم بعد يوم عيشه نعيم أو لهيب
و لا تشكي يوم حزنك لرب أو طبيب

***

خدني الألم لبعيد بعيد افتكرتِك
بعد الصيام العيد و عيد ابتسامتِك
مديتي ايدِك سبت ايدِك و سبتِك
خايف اكتشف انك خيال لو لمستِك

***

راح يخلص اليوم ما تخفش راح يخلص اليوم
وريني نفسك يا اللي نفسك تدوم
كان لي صاحب مات في عز النوم
شاف في المنام راحة فكسّل يقوم

***

الليل و واخد مالحداد السواد
و الفجر واخد مالنهاية المعاد
العمر مكتوب و الزمان المداد
عويل مؤكد في الوفاة و الميلاد

***

الشعر جالك ليلة زاير و ضيف
حسس على جرحك بلمسة كفيف
ما شافش لون الجرح و لا شاف له طيف
حاسس باإيه ؟؟ نفسك تقول !! بس كيف

***

نار في النهاية و الا جنة عدن
صلي قالوا لك في الفرح و المحن
فين قبلته من تاه و ضاع السكن
و لمين ح تسجد يا اللي مالك وطن

***

حاسب على قلبك سهام الندم
حاسب على عمرك شباك العدم
لولا اختلاف الحال ما تمشي القدم
كان امتى قادر عالخلود الألم



قصيدة غزل جديدة لبهاء عواد
الى أميرة

اسأليني و انا أجاوبك .. خلي قصيدتك تكتبها الأسئلة .. أما الأيقاع فلازم نسيب له الحرية .. أنسام الفجر بتلاقي ايقاعها المناسب .. ايه اللي بيوحي بيه فجر قاهري جديد .. في شهر يونيو ؟؟ ايقاع جديد ح يفرضه على المشهد المألوف للقاهرة و هي بتستقبل الفجر خطوات بنت بتقتحم المشهد و على شفايفها ابتسامة !! المسافة من عابدين لأرض الجولف مليانة باليفط .. شلال من الحروف بيفرض على المشهد زحام بيمهد للزحام القادم من البشر مع ساعة الصباح الأولى !! هنا بتتدخل خطواتك و هي بتنتقل بين زحام الحروف .. و تكتب قصيدة !! اعتادت القاهرة من فترةعلى خطواتك .. أما الجديد و اللي ح يفرض بالتاكيد على المشهد بعض التوتر فهو ابتسامتك !! سر الابتسامة ح تسمح القصيدة بالأفصاح عنه .. رد من ردودي بتفتكريه مع خطواتك الأولى بيستدعي لشفايفك الأبتسامة .. و بيسمح اخيرا لصباح قاهري .. انه يتمتع ببعض العذوبة .. مع وفرة من الأرتباك !! خلي قصيدتك تكتبها الأسئلة .. أما البهجة فلتمتد من اوجسبرج الى القاهرة و لا حرج !!
من عادة البهجة التسلل من زوايا الألم !! اذا كانت أرضك سعيدة و انت فيها سعيد .. فأيه سر الألم ؟؟ أسرار كتير لا بد من تاجيلها .. اما اللي ح تسمح القصيدة بالفصاح عنه فهو بس ما يتصل بميلاد الشعر من جديد في غرف النشوة !! رائع ان يجمعنا في يوم بيت !! بحديقة و اشجار !! من غير اسوار !! با احب كل شئ بينمو ببساطه .. و يرتفع في اتجاه الشمس .. كل حاجة واضحة و قوية .. و با اكره الاسوار حوالين الاشجار .. و كل اللي بينمو في الضل .. و با اكره الأنتظار .. با اكره الأنتظار



                                             رباعيات ثورة يناير


يا مصر مين مالحيرة ينصفني
سامع ندا للثورة خاطفني
مش خايف الموت و العذاب لكن
خايف عليكي و خوفي كتفني


شكرا يا مصر و خلاص انسي و ننسى العهد
تنسيني ح أنساكي و لا ح أذكر أمل و لا وعد
كام غيري عشقِك و سافر عالأمل و لا جاش
و لا شافش غير العذاب من الميلاد لللحد


على فين واخدنا يا شعب لضلمة و الا لضيّ
مين اللي فاز حينا و الا كلاب الحيّ
النصر للثورة يعني يكسر الأغلال
اسير في زنزانة حالم بالنهار الجي


الميري لابساه عصابة و الغنيمة مصر
عاصرين ولادها و ناسها في الزنازن عصر
زنزانة زنزانة تلقى عالحيطان مكتوب
النصر يا عسكر على ولاد البلد مش نصر


الرك يا مصر عالنية و جوه القلب
كرهت قسيس و شيخ و كل تاجر رب
قالوا عني كافر ضحكت و قلت في سري
أشد نار الأله و الا جحيم الشعب


يا مصر عالحلو دقة  ندوق عسل شهدِك
شاهده عليا و شاهده الناس و انا شاهدِك
تفكي يا مصر أغلالك و نتحرر
و أبوس ترابك و أرجع يوم و أشاهدِك


يا مصر صوتي ح يوصل عالي في التحرير
فُتك يا دنيا و فايت ناس و فُت حرير
و دهب و نور و قصور و جريت على بابِك
ما فتحش بابِك يا بلدي غير ندا تحرير


حبيبتي لو مصر لينا كنت أجيلك عوم
الصبر كاسي و دوايا شربته يوم ورا يوم
الحلم و الصبر توأم عيش يا قلب احلم
ما دامش غير وجه ربي و ليه  يا بعد تدوم

                                              
                                                   اعلان عالمي

أمستردام .. في كوفي شوب على النهر .. مكون من أربع طوابق .. اجتمع مندوبين من اكتر من مية دولة .. و صدر عن اجتماعهم اللي استمر اربعة ايام و تلات ليالي عصيبة ما أصبح يُعرف باالأعلان العالمي لحقوق المسطول .
جاء في الأعلان أن الموقعين أدناه يعلنون عن رفضهم القاطع للمشهد الحالي و يطالبون بتغيير الديكور و الأضائة و السيناريو و الأيقاع أو باأيقاف التصوير فوراً .
و نص الأعلان على انه في حالة الأصرار على أستمرار التصوير و استمرار الملل لأجيال و أجيال قادمة في المستقبل يصبح للمسطول حقوق لابد من الأعتراف بها و احترامها .
يحق للمسطول طبقاً للأعلان أن يتوه و يضل الطريق و تلتزم كل دولة توقع في المستقبل باإعادته الى بلاده معززاً .. مع حصانته ضد اي مسؤليات جنائية مترتبة على الحيرة .. أو التوهان .
كما ينص الأعلان على حق المسطول في الأستهانه بكل الشرائع و القوانين و الأنظمة القانونية و الأخلاقية القائمة و على استقلاله الكامل عن اي مواثيق دولية او اعلانات عالمية سابقة .
كما يلتزم الموقعون بالسعي كل منهم بكامل طاقته و امكانياته الى انشاء وطن قومي للمساطيل في العالم و تكوين دولة ذات مشهد مختلف اختلاف قاطع و جذري على ان يمثل هذا الأعلان الأساس الفلسفي لدستورها و الركيزة الرئيسية لنشأتها .
و أدان الموقعون الحرب القانونية و الأمنية التي تشنها الدول على انتاج و انتشار المواد المخدرة باأعتبارها مواد اساسية لا غنى عنها للانسانية مع استمرار المشهد الحالي .
و أتفق الموقعون على اللقاء بشكل سنوي لمتابعة ما تم انجازه من توصيات و الأتفاق على الخطط و الخطوات اللاحقة الواجب اتخاذها لتنفيذ بنود الأعلان 
                                        
                           
                                ارواح لا تخشى الاقتراب


( 1 )
ح تكتشف الروح الوحدة / مش كفاية اقتراب الشيب من اطراف الشعر / مش كفاية زحام الوجوه المحبوبة الغايبة / مش كفاية كل ما يتآمر في وقتك على السعادة / لحظة واحدة ما بيعرفهاش غير الأرواح المرهقة المبتسمة / لحظة واحدة ح تكتشف فيها الروح الوحدة
( 2 )
تعلم الصمت في حضور خيالات الماضي / تهذب في مواجهة الخيال / تذكر انه لا يعين الحياة على تقبل فكرة الموت غير الخيال /  الخيالات اللي هجرتها بكامل ارادتك  / بكامل الارادة و القسوة / ح تكتشف فجأة و في اللحظة المناسبة / انها الشئ الوحيد الباقي / بينتظرك هناك
( 3 )
الليلة الأخيرة / واضحة تماما في الذاكرة / حتى نجومها لسه بتلمع في اماكنها / النجوم هي الكائن الوحيد اللي ما بيبصش ابدا وراه / النجوم كانت شاهدة ليلتها عليك / على جنة انتجتها بكامل وعيك / عشتها بكامل قوتك كما ينبغي ان تعاش السعادة / فاكر اذا كان عندك وقتها فرق بين امل او يأس ؟؟ ما كانش فيه غير السعادة الصافية / ح تفضل الليلة بكل شهودها حاضرة في الذاكرة / شاهدة على اللي استهلكته من سعادة / بددتها بكامل الغرور و الانانية / علشان ما يفضلش في الآخر غير الخيال / المؤامرة الأكبر على الزمن
( 4 )
مع اكتشاف الروح للوحدة بيتشجع القلب في مواجهة ما مضى / اللي مش عايز ابدا يتلاشى / بيكتشف الذهن روايات تانية لنفس الاحداث القديمة / الاحداث اللي سابت في النفس علامات باقية / امام الروح في حضور الوحدة بتخشع الذاكرة / بتنحني امام الارواح الغايبة / و فجأة بيظهر العمر / نقط متراكمة في كاس النسيان / مش مشكلة اللي عدا من العمر او ما تبقى / مش مشكلة تراكم النقط في الكاس / فقط تسلح بالشجاعة  / و انتظر  ساعات الوحدة
( 5 )
فقط لو يعود لتراكم الانفاس انتظارا للنوم طعمها القديم / الله بيشارك في عذابنا بصمته / خيال بعد خيال بتتجمع الارواح الغايبة / في اللحظة المناسبة مش تتردد في الاقتراب منك / بكل حيويتها و نشاطها / ما انكسر و ما لم ينكسر / ح تجده امامك معلق على اشجار الانتظار / و  مش ح تخاف وقتها / و لا لغز من الغاز الماضي





ارواح لا تخشى الاقتراب


( 1 )
ح تكتشف الروح الوحدة / مش كفاية اقتراب الشيب من اطراف الشعر / مش كفاية زحام الوجوه المحبوبة الغايبة / مش كفاية كل ما يتآمر في وقتك على السعادة / لحظة واحدة ما بيعرفهاش غير الأرواح المرهقة المبتسمة / لحظة واحدة ح تكتشف فيها الروح الوحدة
( 2 )
تعلم الصمت في حضور خيالات الماضي / تهذب في مواجهة الخيال / تذكر انه لا يعين الحياة على تقبل فكرة الموت غير الخيال /  الخيالات اللي هجرتها بكامل ارادتك  / بكامل الارادة و القسوة / ح تكتشف فجأة و في اللحظة المناسبة / انها الشئ الوحيد الباقي / بينتظرك هناك
( 3 )
الليلة الأخيرة / واضحة تماما في الذاكرة / حتى نجومها لسه بتلمع في اماكنها / النجوم هي الكائن الوحيد اللي ما بيبصش ابدا وراه / النجوم كانت شاهدة ليلتها عليك / على جنة انتجتها بكامل وعيك / عشتها بكامل قوتك كما ينبغي ان تعاش السعادة / فاكر اذا كان عندك وقتها فرق بين امل او يأس ؟؟ ما كانش فيه غير السعادة الصافية / ح تفضل الليلة بكل شهودها حاضرة في الذاكرة / شاهدة على اللي استهلكته من سعادة / بددتها بكامل الغرور و الانانية / علشان ما يفضلش في الآخر غير الخيال / المؤامرة الأكبر على الزمن
( 4 )
مع اكتشاف الروح للوحدة بيتشجع القلب في مواجهة ما مضى / اللي مش عايز ابدا يتلاشى / بيكتشف الذهن روايات تانية لنفس الاحداث القديمة / الاحداث اللي سابت في النفس علامات باقية / امام الروح في حضور الوحدة بتخشع الذاكرة / بتنحني امام الارواح الغايبة / و فجأة بيظهر العمر / نقط متراكمة في كاس النسيان / مش مشكلة اللي عدا من العمر او ما تبقى / مش مشكلة تراكم النقط في الكاس / فقط تسلح بالشجاعة  / و انتظر  ساعات الوحدة
( 5 )
فقط لو يعود لتراكم الانفاس انتظارا للنوم طعمها القديم / الله بيشارك في عذابنا بصمته / خيال بعد خيال بتتجمع الارواح الغايبة / في اللحظة المناسبة مش تتردد في الاقتراب منك / بكل حيويتها و نشاطها / ما انكسر و ما لم ينكسر / ح تجده امامك معلق على اشجار الانتظار / و  مش ح تخاف وقتها / و لا لغز من الغاز الماضي 

اعلان عالمي

أمستردام .. في كوفي شوب على النهر .. مكون من أربع طوابق .. اجتمع مندوبين من اكتر من مية دولة .. و صدر عن اجتماعهم اللي استمر اربعة ايام و تلات ليالي عصيبة ما أصبح يُعرف باالأعلان العالمي لحقوق المسطول .
جاء في الأعلان أن الموقعين أدناه يعلنون عن رفضهم القاطع للمشهد الحالي و يطالبون بتغيير الديكور و الأضائة و السيناريو و الأيقاع أو باأيقاف التصوير فوراً .
و نص الأعلان على انه في حالة الأصرار على أستمرار التصوير و استمرار الملل لأجيال و أجيال قادمة في المستقبل يصبح للمسطول حقوق لابد من الأعتراف بها و احترامها .
يحق للمسطول طبقاً للأعلان أن يتوه و يضل الطريق و تلتزم كل دولة توقع في المستقبل باإعادته الى بلاده معززاً .. مع حصانته ضد اي مسؤليات جنائية مترتبة على الحيرة .. أو التوهان .
كما ينص الأعلان على حق المسطول في الأستهانه بكل الشرائع و القوانين و الأنظمة القانونية و الأخلاقية القائمة و على استقلاله الكامل عن اي مواثيق دولية او اعلانات عالمية سابقة .
كما يلتزم الموقعون بالسعي كل منهم بكامل طاقته و امكانياته الى انشاء وطن قومي للمساطيل في العالم و تكوين دولة ذات مشهد مختلف اختلاف قاطع و جذري على ان يمثل هذا الأعلان الأساس الفلسفي لدستورها و الركيزة الرئيسية لنشأتها .
و أدان الموقعون الحرب القانونية و الأمنية التي تشنها الدول على انتاج و انتشار المواد المخدرة باأعتبارها مواد اساسية لا غنى عنها للانسانية مع استمرار المشهد الحالي .
و أتفق الموقعون على اللقاء بشكل سنوي لمتابعة ما تم انجازه من توصيات و الأتفاق على الخطط و الخطوات اللاحقة الواجب اتخاذها لتنفيذ بنود الأعلان .


رواية طوكيو .. طوكيو !! المقاطع الأولى من الكتاب الثاني ( ما بعد المنفى ) !!

( 1 )

عندما يرسل لك شون العجوز رسالة اليكترونية فذلك  أمر يستحق الانتباه  !! كان قد مر على انتقال شون الى طوكيو ما يقارب الشهرين  !! فتح الرسالة على عجل ظهر له الوجه المبتسم لصديقه على الشاشة J و بعدها قرأ :
لقد قرئت يا عزيزي بوب ما كتبته تحت عنوان  ( المنفى ) !! واقع الامر انني لم افعل شئ آخر منذ استقر بي الامر في طوكيو  ادخل على نفسي  سعادة كتلك التي وجدتها في قراءة تلك الرواية !! رواية ؟؟ اليس كذلك ؟؟ و دون اي زيادة انها شئ رائع !! اعتقد يا صديقي انه آن الأوان للعودة الى مدينتك !! طوكيو تنتظرك !! و ستجد في طوكيو من سيلتقط موهبتك !! لا تضع مزيدا من الوقت في تلك البلدة اللعينة !! ستنقضي سنوات عمرك عبثا !! انت طاقة مهدرة هناك !! استمع الى نصيحتي لن تندم !! لقد تغيرت طوكيو كثيرا عما سبق !! لم يعد احد يذكر البرج و لا حادث البرج !! انسى هذه الوساوس و اركب فورا اول قطار الى طوكيو !! لقد تقدمت بالمخطوطة الى صديق اوصلها الى يد ناشر وافق على نشرها على شريطة بعض التعديلات  !! انها فرصتك و لن تأتيك الفرصة مرتين !! كل ما عليك هو المجئ و الحديث معه و انهاء ما يريد من تعديلات !! لا تضع دقيقة واحدة !!
صديقك
شون
J
أعاد قراءة الرسالة أكثر من مرة !! كان قد اعطى لصديقه مخطوطة بخط اليد تتضمن ما سماه ( المنفى ) !! جاء ذلك بعد الحاح منه و وعد با أرسالها بريديا مع انتهائه من قرائتها !! و هاهو الآن يدعوه للرحيل الى طوكيو للتفاوض حول نشرها !! عمل على تقليب الامر في ذهنه على كافة وجوهه !! وجد ذهنه يتشتت في كل مرة يعيد قراءة الرسالة فيها !! و بعد جهد استطاع ان يحصر الأمر في احتمالين اثنين !! الاول : صاحبه انما يعاني الوحدة هناك !! في طوكيو !! ما من احد اكثر منه يعرف وطاة الوحدة في طوكيو !! و على ذلك فالعرض بالنشر ليس الا حيلة من صديقه لدفعه الى الذهاب الى طوكيو و هناك تكون قدماه قد غرست في رمالها المتحركة من جديد !! الاحتمال الثاني : ان يكون العرض حقيقيا !! هل يعقل ان يكون العرض حقيقيا ؟؟ و لم لا ؟؟ انه لم يعهد شون عابثا على هذا النحو في شأن حيوي يتعلق با انتقال و حياة !! و لم لا ؟؟ جرفه غرور !! سيدتي الكتابة انا ملكك من جديد !!  أفاق على صوت العاملة في دار الكتب حيث يدخل عادة  الى الشبكة الالكترونية !! لقد حان وقت الاغلاق !! وجد نفسه يكتب سريعا ردا الى صديقه !!
عزيزي شون !! اذا كان ذلك الناشر جادا فعلا فليرسل الي بتكاليف السفر !!
كتب هذه الكلمات و غادر الدار .. وجد نفسه يدور في الشوارع على غير هدى !! طوكيو من جديد !! ماذا اذا كان العرض فعليا ؟؟ ماذا اذا تم ارسال تكاليف القطار بالفعل ؟؟ هل سيعود الى طوكيو مجددا ؟؟ شون يقول ان طوكيو قد تغيرت !! هذا هو ما يخشاه !! با أي قدر قد تغيرت ؟؟ با أي كيف قد تغيرت ؟؟ ماذا قال شون ايضا في خطابه  ؟؟ حاول ان يتذكر !! لقد تسائل عن ما اذا كان النص يعتبر رواية !! يا له من سؤال !! و هل يسأله الناشر ان وجد حقا عن ما اذا كان النص رواية ام لا !! و ما نوع ما يريد من تعديلات ؟؟ هل يستطيع انجاز هذه التعديلات ؟؟ هل سيجد نفسه من جديد عاملا في المطاعم بينما يقوم في الوقت نفسه بالعمل في الكتاب !! ام هل يوافق الناشر على دفع مقدم يعفيه من العمل ؟؟ اسئلة كثيرة صارعت نومه حتى فجر اليوم التالي .

( 2 )

تبتسم لك !! تنعش آمالك !! تطير بك على اجنحة الامل و السعادة !! ثم تنقض عليك فتجد نفسك في درب مسدود لا مفر منه !! انها طوكيو ..  ليس في الامر جديد !! عليه ان يحزم امره !! عندما كان يتناول قهوته الصباحية وجد نفسه امام قرار نهائي : اذا ما تم ارسال تكاليف السفر اليه سيسافر !! لا مجال لتردد و لا مكان لمخاوف !! سيعود الى طوكيو و يترك المدينة تنشب سهامها فيه من جديد !! ماذا لديه ليخسره ؟؟ هذا السؤال !! ماذا لديه ليخسره ؟؟ كانت افكاره تدور و تصارع و تناور ثم تنصب اخيرا ليجدها متبلورة في هذا السؤال !!
غادر المقهى و قد شعر با أنه قد وصل اخيرا الى شئ ما !! فليتعامل مع المسألة برمتها بمنطق الربح و الخسارة !! المنطق المادي للربح و الخسارة دون اي اعتبارات أخرى !! نزهة الى طوكيو مدفوعة الاجر !! جلسة مع الناشر !! مطلب واحد لا مناقشة فيه و لا تراجع !! ان يحصل على مقابل مادي  يجنبه  مشقة العمل بينما يقوم با اعداد التعديلات المطلوبة !! و ان يحصل على عائد جيد بعد مثول الرواية للطبع !! جيد بحيث يكفل له حياة كريمة يتفرغ فيها لكتابة الكتاب التالي !! نعم !! لابد ان يكون مستقبل اقامته في طوكيو مؤمنا و غير خاضع لتقلبات الزمان و خناجر القدر !!
عندما استقر به التفكير اخيرا توجه الى دار الكتب !! جلس الى الحاسب الآلي !! قام با ادخال بيانات بريده الالكتروني !! و جلس ينتظر ظهور الصفحة الالكترونية حابسا انفاسه !!

( 3 )

نتابع  طوكيو و هي تنفذ سحرها فينا !! رباه لكم تغيرت المدينة !! شعر بهذا التغيير فور وطأت قدمه ارض محطة القطار !! نعم !! وافق الناشر على دفع تكاليف السفر مع اقامة كاملة في أحد فنادق المدينة المتوسطة لثلاثة  ايام !! فيما مضى كان بائعوا المخدرات ينتشرون في اركان محطة القطار !! الشحاذون !! عازفوا الموسيقى !! الخ .. اليوم تبدو المحطة نظيفة لامعة !! لاحظ انتشار رجال الشرطة في المحطة و ما حولها !! الشعور الذي داهمه في طريقه الى الفندق هو شعور بالأمن !! لقد أصبحت المدينة اكثر امنا !! انه امن يحاصرك !! ليس ذلك هو النوع من الأمن الذي كانت تكفله طوكيو قديما !! و لكن !! هل كفلت طوكيو فيما سبق اي قدر من الأمن ؟؟ وجد نفسه غارقا في المقارنة بين التفاصيل !! تفاصيل اختفت و لم يعد لها من أثر و تفاصيل أخرى حلت محلها .. انها عاصفة من التفاصيل هبت على ذهنه المشتت و وصل أخيرا الى حيث يقع الفندق !!

( 4 )

أصداء كأنها قادمة من عالم آخر !! تقذف به الى اليقظة !! يستيقظ يتحسس بعينه المكان ثم يدرك انه في الفندق !! انها أصوات طوكيو تقذف بنفسها الى الغرفة المظلمة !! لقد نسي الضوضاء في البلدة الهادئة !! يعود الى النوم فقط لكي تلقي المدينة بضوضائها من جديد على احلامه فيستيقظ مجددا !! ذلك ازعاج لا يحتمل !! و لكن طوكيو كانت دائما مزعجة بضوضائها !! انها نفسه التي لم تعد تطيق الازدحام !! و استيقظ اخيرا فا أدرك ان النوم اصبح مستحيلا !! نظر الى ساعته فوجدها تشير الى الثانية بعد منتصف الليل !! الأفضل ان يشرب قهوة سوداء !! و يبدأ في الكتابة !! عليه اولا ان يكتب احداث اليوم الاول في طوكيو !! دار النشر !! اللقاء مع الناشر !! تلك مذكرات لابد و انها ستفيده يوما ما !! و ثانيا !! عليه ان يرى اذا ما كان قادرا بالفعل على انجاز ما يريده الناشر !! ذلك هو سؤال الليلة بلا منازع !!

( 5 )

يوما ما سيدخل الى البحر ... سيسبح فقط الى الأمام ... فقط الى الأمام و لن تنقطع انفاسه أبدا !! سيصل حينها الى مكان ما .. او سيعود من حيث اتى ... الى احضان البحر !! ان ما تفعله طوكيو حقا بنا هو اجبارنا على الأيمان بالحياة كحلقة مفرغة لا غنى عنها !! اما الخروج منها فهو قدرٌ ما أسعد القادر على ان يصنعه لنفسه صنعا !!

( 6 )

سيدخل اللقاء مع الناشر بالتاكيد في موقع لائق الى جوار احداث اخرى لا سبيل الى نسيان تفاصيلها في حياته !! كان الأتفاق مع شون العجوز على اللقاء  في مكتب الرجل .. و لذلك فقد كان عليه ان يضع متاعه  في الفندق و يتوجه رأسا الى هناك !! في طريقه وجد نفسه يحاول تحديد مشاعره نحو هذا كله .. ان سعادة الامر الواقع ان ما كتبه يمثل قيمة ما تستحق ان تنشر كانت لا تزال محاصرة بالتساؤل حول طبيعة ما يريده الناشر من تعديلات و ما اذا كان قادرا على اتمامها !! و هناك ايضا هذا الشعور الزائد بالأمن الذي يكفله التواجد الشرطي المكثف !! لقد أخذ قدرا ليس باليسير من متعة ان تكون في طوكيو كما عهدها في السابق !! جانب كبير من نشوة الفكرة انك انما تسكن طوكيو كان فيما سبق ناتج عن حقيقة انك تغامر عندما تضع نفسك هنا !! كانك بوجودك تلعب دورا في فيلم سينمائي تنتجه المدينة بسكانها و شوارعها !! عندما كان يفكر في فعل الكتابة و هو في طريقه الى مكتب الناشر كان يجد هذا الفعل في نفسه ابعد ما يكون عن التعديل او الاضافة فيما تمت كتابته بالفعل ... هذا المشهد الجديد للمدينة و ان بدا خانقا له ... كان كانما يدعوه للفرار من هذا الاختناق بكتابته  ... ان كتابة اليوم و الساعة هو ما يعنيه الآن و ليس كتابة ما مضى !! و هناك ايضا الحنين !! هذه البلدة التي  اوشكت ان تقتله مللا .. وجد نفسه بعد ساعات قليلة من فراقها يفكر فيها كموضوع شديد الجاذبية للكتابة .. و للحنين !!
و وجد اخيرا مكتب الناشر بعد ان اوشك البحث ان يعييه      .