‎ ‎كلنا ‏غلطنا ‏في ‏حقها ‏...... ‏رانيا ‏


                                                         (  1  )
لما وصلت عربية الدكتور للمنطقة .. 
و اتعرف بالتأكيد مكان زيارته .. 
الشقة اللي دخلها و جاي لمين تحديدا .. 
كثرت التحليلات و الاجتهادات بين الجيران .. 
و الشباب على النواصي .. 
اسخف اللي اتقال وقتها هو موضوع محاولة الانتحار .. 
ما اغباها من فكرة  .. 
خصوصا  للي يعرف بجد  مين  هي رانيا .. 
طبعا ممكن حد يقول ببساطة .. 
ان اللي بيعشقوا الحياة بجنون .. 
هُمَّ اكثر الناس عرضة لسيف الانتحار العشوائي .. 
ممكن ده يكون صحيح نسبيا .. 
لكن مش في حالة رانيا .. 
معاها بيظهر الانتحار زي شيئ عادي و مكرر .. 
طبق معتاد على سفرة الحياة .. 
و ابعد حاجة عن رانيا انها تتورط في شيئ عادي و معتاد ..  
مع ان اللي يعرفوها كويس .. 
ممكن يوصوفوها با انها ملاك للتلقائية .. 
مرسل علشان يرجع للتلقائية سحرها في عيون البشر .. 
الوصف ده بالذات اطلقه عنها واحد من شعراء المنطقة .. 
و علق لسبب ما مع الشباب و بدؤا يرددوه .. 
رغم كل ده .. 
بيبدو الانتحار شيى عادي جدا قصاد كل اللي بتثيره رانيا حواليها .. 
منطقي جدا .. لدرجة انه مش لايق يتحط معاها في سياق واحد .. 
و الحقيقة انها كانت زيارة من الدكتور .. 
بعد تعب مفاجيئ .. 
اللي حضروا زيارة الطبيب من اهل و جيران .. 
منهم اللي سرب بعد كده كثير من التفاصيل .. 
اللي اتقال انه كان كشف بالسماعة و مقياس الحرارة و كل المعدات الطبية الاولية .. 
و بيتقال كمان ان رانيا شرحت للدكتور اللي هي حاساه بالظبط .. 
اما اللي كثر فيه القيل و القال بجد فهو رد فعله .. 
رد فعل الدكتور اللي معتاد على الالم .. 
اللي بينه و بين الالم عشرة و عمر و تجارب .. 
بيقولوا انه ظهر على وشه تعبير شبه الاعتذار .. 
اعتذار عميق .. من نوع الاعتذارات اللي بيحسها الناس امام ضحايا ليهم من ذنوب مفروضة ماكانش ليهم في ارتكابها اختيار  .. 
و بيقولوا كمان انه قالها : انتي حرة .. 
تقدري تعملي كل اللي نفسك فيه .. 
و انه كرر الجملة اكثر من مرة .. 
انتي حرة .. 
اعملي كل اللي نفسك فيه  . 
                                                   (  2  )
كأن قصايد النثر اتخلقت مخصوص علشانِك .. 
ليكي انتي .. 
في اتجاهِك .. 
بتسبح الروح في بحر الشعر من غير اطواق نجاة .. 
من غير اشرعة و لا بوصلة و لا مجاديف  ..  
ما اشبه الوزن و القافية بعكاكيز بنتعكز عليها  على ارض الشعر الوحشية .. 
معاكي انتي بيرمي القلب كل احتراساته .. 
بيدخل سراديب الشعر الخطرة من غير تردد .. 
مش بعيد ابدا اني افتكرِك كل ما احس ان تقل المسافة بيني و بين بيوت الصبا بقت فوق طاقة الاحتمال .. 
كل ما بتحضر الغربة .. 
و ما تبقاش مجرد كلمة .. 
بتبقى كلمة و سكن و مصير .. 
مش بعيد اني افتكرِك كل ما يوحشني بيتنا .. 
انتهى من زمن الامل في استحقاق حُبك .. 
صدقيني خلاص .. 
ما بقيتش الفكرة بتخطر على بالي اصلا .. 
اني استحق حبك ده كثير جدا .. 
و تضحياته صعبة جدا جدا .. 
لكن ما زال الامل موجود في نظرة منِك .. 
نظرة واحدة احس فيها .. 
بالونس القديم . 
                                                      (  3  )
كلنا غلطنا في حق رانيا .. 
ما فيش من شباب المنطقة حد حلم بحبها .. 
الا و لبسها في خياله زي ما هو عايز .. 
ملاية لف و يشمك .. 
او فستان بصيحة اخيرة باريسية .. 
ما تفرقش كثير .. 
كلنا انتظرنا منها انها تلبس و تمشي و تحلم على مقاسنا احنا .. 
شعراء الحارة  بالذات  .. 
كانوا اغبى الجميع في تقييد رانيا بخيالاتهم و احباطاتهم .. 
و في النهاية .. 
كتبوا فيها قصايد اقرب للهجاء منها للغزل .. 
تفضلوا على رانيا با الالم و كأن الالم ميزة من غيرها .. 
مش ح يكتمل جمالها .. 
با اعدي على الايام .. 
و بيتأكد لي يوم بعد يوم .. 
ان مش فاضل بجد غير الامل .. 
ان تيجي اللحظة اللي اقف فيها قدامها .. 
لحظة .. في يوم .. 
تيجي لي الفرصة اني اشرح لها كل اللي فاتني في غرامها .. 
و اطلب السماح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق